الأمم المتحدة تدعو لاستمرار الضغط على طالبان من أجل حقوق المرأة

الأمم المتحدة تدعو لاستمرار الضغط على طالبان من أجل حقوق المرأة

حثت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث، المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على طالبان من أجل التغيير في أفغانستان، واتهمت الحركة بـ"فرض أكثر اعتداء شامل ومنهجي ولا مثيل له على حقوق النساء والفتيات في جميع أنحاء البلاد".

وقالت سيما بحوث، في بيان بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة بمناسبة مرور عامين على استعادة طالبان السيطرة على البلاد، "إنه من خلال أكثر من 50 مرسوما وأمرا وقيدا، لم تترك طالبان أي جانب من جوانب حياة المرأة كما هو.. لقد أوجدوا نظاما تأسس على القمع الجماعي للمرأة والذي يعتبر بحق وعلى نطاق واسع الفصل العنصري بين الجنسين".

وأضافت: “إنني أحث طالبان على إعادة النظر وموازنة تكلفة هذه الأعمال بالنسبة لحاضر ومستقبل أفغانستان”، مؤكدة "التزام هيئة الأمم المتحدة للمرأة الذي لا يتزعزع تجاه النساء والفتيات في البلاد"، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وقالت المسؤولة الأممية، إن عمل الهيئة هناك يرتكز على علاقاتها الأساسية مع النساء اللاتي وصفن كيف أثرت هذه الإجراءات المضللة والقاسية على حياتهن، وإنه على الرغم من هذه التحديات، تقول لي النساء الأفغانيات إنهن لن يستسلمن، وسيواصلن قيادة النضال ضد اضطهادهن".

ودعت بحوث إلى تقديم المزيد من الدعم للنساء الأفغانيات من رفع أصواتهن وأولوياتهن وتوصياتهن، إلى تمويل الخدمات التي يحتجن إليها، ودعم أعمالهن ومنظماتهن.

قيود على النساء

وبعد استيلائها على السلطة، تعهّدت طالبان باتباع نهج أقل تشددا من ذاك الذي طبع عهدها الأول في السلطة من عام 1996 حتى 2001، لكنها فرضت العديد من القيود حتى الآن.

وحظرت على عشرات آلاف الفتيات ارتياد المدارس الثانوية بينما منعت النساء من العودة إلى العديد من الوظائف الحكومية، كما مُنعن من السفر وحدهن بينما لم يعد يسمح لهن بزيارة الحدائق العامة في العاصمة إلا في أيام منفصلة عن تلك المخصصة للرجال، وهذا الشهر أكد القائد الأعلى لطالبان هبة الله أخوند زاده أن على النساء بشكل عام التزام منازلهن.

وصدرت أوامر بحق نساء أفغانستان بتغطية أنفسهن في الكامل، بما في ذلك وجوههن، لدى مغادرتهن منازلهن، وأثار هذا المرسوم غضبا دوليا وأعاد إلى الذاكرة عهد طالبان الأول، عندما فرضت الحركة على النساء ارتداء البرقع، كما حظرت الحركة التظاهرات المطالبة بحقوق المرأة وتجاهلت دعوات الأمم المتحدة للتراجع عن القيود.

عودة الحركة

عادت حركة طالبان للحكم مجدداً في أغسطس 2021، بعد مرور 20 عاماً من الإطاحة بها، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف في العام 2001، بعد اتهامها بالضلوع في تنفيذ تفجيرات برجي التجارة العالميين الذي نفذه متشددون، تزامناً مع مخاوف دولية بتردي الوضع الإنساني والحقوقي والصحي في أفغانستان في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم تحت قيادة الحركة.

وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية عنيفة منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في أغسطس الماضي في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت 20 عاما، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75% من الميزانية الأفغانية.

ولا يعترف المجتمع الدولي بشرعية نظام الحركة، ويشترط اتخّاذ الحركات خطوات ملموسة على صعيد احترام حقوق الإنسان لاستئناف المساعدات الدولية، وتتهدّد المجاعة 55% من سكان أفغانستان، أي 23 مليون أفغاني، بحسب الأمم المتحدة.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية